علاج المرض . . . لا تسكين العرض

مقال لصديق الاستاذ / اسامه حامد
حتى لا يتكرر الأمر مطلوب
علاج المرض . . . لا تسكين العرض
.
..
الفرق بين الطبيب الناجح والطبيب الفاشل هو انك إذا ذهبت للطبيب الفاشل يبادر بسؤالك على النحو التالى :
الطبيب الفاشل : مالك يا حج ؟؟ فيجيب الرجل عندي صداع كانى ضغطى مرتفع ورجلى فيها ألم وساعات بتنمل !! فيكشف الطبيب على المريض ثم يصمت قليلا وببتسامه عريضه كانه جاب التايهة . . يقول الطبيب اطمن يا حج ده ضغطك مرتفع شوية ورجلك منملة ما فيش حاجة تقلق . . ثم يكتب له على دواء للضغط ومسكن للالم لعلاج قدمه . . اي أن الطبيب عالج الاعراض فقط . دون ان يعرف اصل المرض وبالتالى ستتكرر الاعراض مرة أخرى لأن اصل المرض موجود

على الغكس من ذلك الطبيب الناجح الذى يستفسر عن كل شئ من المريض عن الاكل والشرب واحيانا هل يوجد مشاكل اسرية وعن حالة الوالدين الصحية ويقوم بعمل الفحوصات اللازمة قبل كتابة العلاج الذى يعالج المرض من جذوره . فلا يبقى مرض ولا يظهر عرض

ينطبق هذا الأمر على الأحداث الدامية التى حدثت فى المدينة الاسبوع الماضي ما هى إلا تكرار دموى لما حدث فى شهر مارس الماضي لأننا لم نعالج المرض ولكن تشبثنا بعلاج العرض ، بل الادهى من ذلك لم يكن الطبيب فاشل كان المعالج هى شرائح المجتمع الغير متعلمة وبعض السوقة والغوغاء . . الذين قابلوا الخطأ وقتها بخطأ ابشع وأفضح . . رسبت فى النفوس الكثير من الكراهية والحقد لجرجا المدينة من قبل جرجا المركز.

وبالعودة لأحداث الجمعة الماضي حيث بداية المشكلة نكتشف أن الأمر يتكرر دائما وهو الشجار بين سائقى التكاتك . . لكن هل وصل الأمر إلى التعدى على شخصيات عامة ؟
وهل وصل الامر للهجوم على اقسام الشرطة ؟؟ بالطبع لا

كثير ما يحدث شجار بين طرف من البندر وطرف من الارياف وحتى ان وصل إلى اعمال البلطجة لكن ابدا لم يصل الأمر إلى أن تقف قرية باكملها ضد مركز باكمله بالاسلحة النارية وتكون النتيجة قتلى واصابات وحرق ممتلكات خاصة ؟؟ !!

كان كثيرا ما تحدث مناوشات ما بين افراد من الريف وافراد تحسب على البندر مثل بائع خضار او جزار وكنا دائما ننظر للأمر أنه صراعات فردية بين هؤلاء فلا يعتبر الريفي ممثلا لكل قريته ولا البائع او الجزار ممثلا لكل المدينة وتمر الامور على هذا النحو . . . لكن لم يتم من قبل ابدا حشد التعبئة العامة بندر ضد قرية ولم يتم توزيع منشورات لإثارة النفوس ولم ولم لم كثير وكثير .

إن المطالبة بحقوق الشهداء البسطاء نتيجة هذه الفتنة ومحاسبة المتورطين فى قتلهم كعلاج للموقف ما هو إلا علاج للعرض وليس للمرض نفسه فلابد من علاج جذري لهذه الفتنة المتكررة التى احيانا تصادف قرب حلول الانتخابات البرلمانية . . . كقتنة آل كامل واولاد بهيج فى اكتوبر الماضي .

يا سادة لابد ان نضع ايدينا على المرض ونشخصه تشخيصا سليما حتى نتجنب الاسوء فى الايام القادمة - فترة الانتخابات - إذا آل الامر إلى الدهماء الذين يتحركون بأجندات خاصة ولا يقبلون الاختلاف فى الرأى . ويجعله عامر


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]