الهيمنة السورية
عرفت الفترة الممتدة من 1990 وحتى 2005 بفترة الهيمنة السورية والتي اتسمت بتدخل السوريين بكل تفاصيل الحياة في لبنان وبخاصة تعيين الاشخاص في كل المناصب السياسية والإدارية والأمنية. كما اتسمت باعمال اعادة الاعمار الضخمة وخاصة في وسط بيروت والتي كانت باشراف الرئيس رفيق الحريري. وعادت اجواء الوحدة اللبنانية مع أن الزعماء المسيحيين كانوا في المنفى (أمين الجميل وميشال عون) أو في السجن (سمير جعجع). وخلال هذه الفترة ارتفع الدين العام إلى 40 مليار دولار من دون أن يؤثر على الوضع العام للاقتصاد مما اعتبر باعجوبة اقتصادية.
المقاومة الإسلامية[center]
وخلال هذه الفترة، كان حزب الله يمتن قواعده الشعبية واستراجيته العسكرية في مواجهة إسرائيل. وبدعم لا محدود من إيران وسورية، إنشاء قيادة ومجموعات عسكرية التي قامت بتنفيذ العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان والبقاع الغربي بجدية وفعالية عالية فيما دعي بالمقاومة الإسلامية. وقامت المقاومة بتوجيه ضربات موجعة للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان والميليشيات العميلة والتي عرفت بميليشيا انطوان لحد. ساتطاعت المقاومة الإسلامية ان تواجه عدوانا إسرائيليا واسعا عام 1993 م على كل قرى الجنوب وكانت المعادلة تقضي باستمرار انهمار الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة طالما استمر العدوان الإسرائيلي. بعدها وفي عام 96 م حققت المقاومة الإسلامية نصرا اخر بعد عدوان نيسان عندما حاولت إسرائيل تغيير معادلة الصواريخ وبعد عمليات وضربات متوالية اضطر جيش الاحتلال لاخلاء مواقعه في منطقة جزين عام 99 م كمقدمة للاندحار عن جنوب لبنان بشكل شبه كامل عام 2000 م، مع بقاء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر تحت الاحتلال، واحتفاظها بعدد من الاسرى اللبنانيين واجساد الشهداء. وفي عام الفين وستة ومع نمو قوة حزب الله العسكرية وتنفيد الأخير لعملية اسر جنديين لمبادلتهما بالاسرى واجساد الشهداء، تذرعت إسرائيل بالعملية وقامت باعتداء غير مسبوق على لبنان مستهدفة المدنيين والبنى التحتية، ودارت حرب لمدة 33 يوما اظهرت خلالها المقاومة تفوقا كبيرا في البر والبحر وصدت الهجوم الإسرائيلي الذي لم يحقق هدفا اعلنه وهو الوصول إلى مياه نهر الليطاني. وبعد 33 يوما انسحبت القوات المعتدية واضطر عدد من القيادات العسكرية إلى الاستقالة وبينهم رئيس الاركان موشيه يعالون، وصولا إلى استقالة رئيس وزراء إسرائيل ايهود اولمرت على خلفية تقرير فينوغراد عن الحرب على لبنان وتبين في خلاصته عدم استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب وتضارب القرارات والهزيمة.
انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000
وفي سنة 2000، اعلن ايهود باراك الانسحاب التام من لبنان وتبع انسحاب الجيش الإسرائيلي جميع القوى اللبنانية المساندة له. واظهرت المقاومة مسؤولية وانظباطية عالية بحيث عومل سكان المناطق الجنوبية باحترام وإنسانية بخلاف ما كان متوقع مما اكسبها احترام اللبنانيين وبخاصة المسيحيين.
ثورة الأرز
بعد معارك سياسية بين اللبنانيين الموالين لامريكا والقوى المتحالفة مع سورية، وبضغط من اللوبي الإسرائيلي في وشنطن، اعلنت الأمم التحدة القرار 1559 الذي صدر في شباط 2004 والذي يطالب بانسحاب القوى الاجنبية منه وحل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها[14]. وفي 14 شباط اغتيل الرئيس رفيق الحريري فقامت المظاهرات تطالب بانسحاب القوات السورية وبقيام محكمة دولية لكشف ومعاقبة قاتلي الرئيس الشهيد. حشد حلفاء سورية مظاهرة ضخمة في 8 أذار لا مثيل لها في لبنان موجهين التحية للمقاومين وللجيش السوري. في المقابل، قام الموالون لامريكا بمظاهرة مضادة ضخمة هي الأخرى في 14 أذار تعدت المليون اجبر السوريين على الانسحاب. عرفت هذه الحركة بانتفاضة الأرز ومن حينها انقسم اللبنانيون إلى فريقين دُعيا بفريق 8 أذار وفريق 14 أذار.