حقق المنتخب الغاني إنجازاً تاريخياً بوصوله للدور ربع النهائي خلال
مشاركته الثانية في بطولة كأس العالم، وكان بإمكان النجوم السمر تحقيق
المفاجأة والوصول للدور نصف النهائي إلى أن الحظ وتبديلات المدرب الصربي
المثيرة للاستغراب أدت إلى خسارة غانا بركلات الحظ الترجيحية وخروجه من
المونديال.
لو نظرنا ملياً إلى مباراة الأمس بين غانا وأوروجواي
لوجدنا أن الغانيون عانوا الأمرين في إيصال الكرة لخط الهجوم، ويعود ذلك
إلى غياب نجمه المتألق "أندريه أيوه" عن وسط الملعب بداعي الإيقاف، وقد
استعان المدرب الصربي باللاعب "سولي مونتاري" الذي أستطاع خطف هدف التقدم
لغانا في الشوط الأول وكان يقوم بهمة إيصال الكرات لخط الهجوم وفجأة خطرت
فكرة جهنمية لرأس المدرب الصربي تمثلت في إخراجه لنجم الوسط "صامويل
إينكوم" وإدخال ستيفن أبياه الذي لم يكن موفقاً في هذه المباراة حيث كان
يتخلص من الكرة سريعاً بسبب ضعف قدرته البدنية على متابعة الركض بالكرة أو
الظهور بدونها إضافة لضعف قدرته على إيصال الكرة للمهاجمين، ومن ثم جاءت
الضامة الكبرى بإخراج سولي مونتاري والزج بمهاجم ميلان الذي لم يلعب أي
مباراة منذ يناير الماضي "أدياه" ليصبح خط الهجوم ممتليء بالمهاجمين،
أدياه، جيان أسمواه وكيفن برينس بواتينج، ليتوه الخط الأمامي بأكمله لعدم
وجود تغذية واضحة من الوسط، وكان الأفضل للمدرب سحب أحد المهاجمين والدفع
بأدياه هداف كأس العالم للشباب 2009 لمساندة خط الهجوم وترك الوسط على
قوته التي بدأ بها اللقاء، علماً بأن أدياه لم يلعب سوى دقيقة واحدة فقط
في المباريات السابقة لغانا فقد كان احتياطياً على الدوام أي أنه غير
مُهيأ نفسياً للمشاركة، وهنا خلل أخر من المدرب الذي لم يدمج اللاعب مع
رفاقه في المباريات السابقة، وخاصةً أن المنتخب الغاني لم يستطع تسجيل أي
هدف سوى عن طريق ركلات الجزاء ولم يكن خط الهجوم موفقاً ومن هنا كان على
المدرب أن يستعين بأدياه منذ بداية البطولة وليس في مباراة مصيرية مع
مهاجمين دون وجود خط وسط قادر على إيصال الكرات له ولرفاقه!!.
أعتقد أن المدرب الصربي "رفيجاك" كان المساهم الأول في خروج غانا من الدور
ربع النهائي واهدار فرصة لا تعوض على أفريقيا للتأهل لأول مرة في التاريخ
للدور قبل النهائي، كما أن اللاعب جيان أسمواه أحد الأسباب لانه لم يتعامل
مع ركلة الجزاء المصيرية لبلاده بمسؤولية أكبر فسدد وهو يعيش على أمجاد
الهدفين اللذين سجلهما في صربيا وأستراليا من ركلتي جزاء، فضلاً عن تعامل
قائد الفريق "جون مينساه" لاعب ساندرلاند بعنجهية ودون تركيز أثناء تسديده
لإحدى ركلات الجزاء نهاية المباراة.
السؤال هل كانت تستطيع غانا فعلها وتحقيق المعجزة بالتأهل إلى نهائي كأس العالم 2010؟؟
بكل تأكيد كان بإمكانها منافسة هولندا على ورقة الترشح للنهائي لإمتلاكها
عناصر رائعة في كل الخطوط مع إستعادتها للعناصر التي فقدتها في لقاء
أوروجواي، أندريه أيوه وجونثان مينساه اللذين تعرضا للإيقاف، الطريق برأيي
طريق غانا نحو النهائي كان سيكون مفروشاً بالورود.
هل توافقونني الرأي؟ أم ما قولته مُجرد تعاطف مع الفريق الأفريقي؟