دنيا تكس Admin


الجنس : 
عدد المساهمات : 462
تاريخ التسجيل : 23/06/2010
العمر : 53
الموقع : https://m1970live.yoo7.com
الاوسمه :
 | موضوع: أثر الفلوس فى النفوس الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:55 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أثر الفلوس فى النفوس
مع بداية المعاملات البشرية بينها وبين البعض نشأ نظام المقايضة كأسلوب لتبادل المنفعة حتى أصبحت الغريزة البشرية أقوى لحب التملك فكانت الحاجة لتلك النقود لسهولة إقتناء الأشياء من الغير مع الإحتفاظ بما لدينا و هذا هو مدلول ذى طمع فبه تم إنشاء ما يرضى طمع البشرية فى إقتناء كل ما تقابله النفس0 إذن فإن المال ما هو إلا وسيلة للوصول إلى الغاية و ليس هو الغاية 0 فعندما يكون المال وسيلة فإنه سيعمل على تغيير مادى للإنسان سواء كان هذا التغيير نحو الفقر المادى بإنتقاصه أو التغيير نحو الغنى المادى بزيادته 0 بالتالى فنحن فى صدد لحقيقة ليس غائبة عنا هو إن المال هو فتنة لصاحبه سواء كان هذا المال قليلا أو كثيرا و هو إمتحان صعب من الله لعباده كما تشير تلك الآية الكريمة وَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }الأنفال:28}
فتغيير النفس البشرية بأثر من المال هو الطريق إلى المخالفة لله تعالى فى حالة أخذ المال كغاية و ليس كوسيلة وغاية المال التكنيز والشهرة 0
و تلك هى أمراض النفس بها تتعضل العبادات و ينسى الإنسان خالقه و يتعظم كفره حيث تكون النفس ذو شراهة لإستحواذ على كل ما فى يد الغير بحق أو غير حق و تلك السمة نراها فى صور مختلفة فى حياتنا اليومية وهناك غاية للمال أشد خطرا وهى السعى على إرضاء الأولاد و هى الفتنة الثانية فى الآية الكريمة و بها تصبح غاية المال فى محاولة الأب إشباع رغبات أولاده المادية دون النظر لمصدر المال و لنلقى نظرة و نقرأ بتمعن تلك الآية الكريمة فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ } 55التوبة إن العذاب هنا للنفس فيجرى الإنسان جرى الوحوش ليل نهار حتى يوصل لغاية المال دون النظر لمن حوله إن النفس لتتعذب من شقائها حتى توصل لغايتها من جمع الأموال فلا تشبع و لا تشكر الله وتعيد حساباتها اليومية ألف مرة خوفا من ضياع جزء و لو بسيط من تلك الأموال فتصبح شحيحة بخيلة متمردة تعيش كما تتخيل إنها ستكون مخلدة فقد أوضحت فيما سبق عندما يكون المال غاية أما عن أصل شرعية وجود المال فتتمثل فى إنه وسيلة لسد إحتياج الإنسان و المجتمع و تلك العبارة ترجمتها الإسلامية التكافل الإجتماعى فالنظرة بالنسبة للوسيلة هى نظرة عامة عكس الغاية فالنظرة فيها خاصة ويتضح هذا فى الإقتصاد الإسلامى حيث يكون المال لمساعدة الفقراء و المساكين ليس بمنة منا بل واجب علينا فالمال مال الله يعطيه لعباده لإنفاقه على عباده فيصبح المجتمع فقد تساوت طبقاته فتقاربت و تلاحمت ليصير كالجسد الواحد وليصطف الناس صفا صفا رافعين أيديهم كفا كفا منادين لله دعاء الدخول للجنة الحمد الله رب العالمين إنها حلاوة النفس عندما يكون المال لديها وسيلة فتصبح كريمة سخية شاكرة تعيش لموتها
حينئذ فيكون قول الله تعالى
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً {الكهف:46
فأثرالنفس على المال يمثل قوة الإيمان أما أثر المال على النفس يمثل ضعف الإيمان
| |
|