دنيا تكس Admin


الجنس : 
عدد المساهمات : 462
تاريخ التسجيل : 23/06/2010
العمر : 53
الموقع : https://m1970live.yoo7.com
الاوسمه :
 | موضوع: الخلاف والاختلاف ((إذا خالفتك في الرأي ...فمن أنا بالنسبة لك؟؟ )) الأربعاء نوفمبر 10, 2010 12:58 am | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إخوتي الاحبّة إنّ من أسوأ ما ابتلينا به نحن المسلمون هي مسألة أحتكار الصواب وإلغاء الآخر, فكلٌّ منّا يعتقد بانّه يمتلك الحقيقة وأنّ الآخر ضال أو مبتدع لمجرّد أنّه يختلف معه بفهم مسألة ما .
فنلاحظ عند طرح أي مسألة للنقاش ننقسم إلى فرق متناحرة وليس إلى مجموعات متكاملة . فلا نفرّق بين الإختلاف والخلاف . بحيث نقبل ما نتفّق عليه ويعذر بعضنا الآخر فيما نختلف عليه . لذلك أعجبني هذا التلخيص للمسالة من الأستاذ: عبد الصمد الودغيري الإدريسي الذي بحث في المسألة واختصرها في النقاط التالية :
1- مفهوم الاختلاف و الفرق بينه و بين الخلاف
الاختلاف:
- هو تباين في الرأي بين طرفين أو أكثر - غاية و مقصود الأطراف واحد أما الوسائل فمختلفة . - ينبع من تفاوت أفهام الناس و مستويات إدراكهم . - يستعمل فيما بني على دليل .
الخلاف:
- هو تباين في الرأي بين طرفين أو أكثر - الافتراق حاصل في الوسائل و الغايات - يستعمل فيما لا دليل عليه ...فهو مذموم بكل أشكاله
2- أسباب الاختلاف :
النزعة الفردية للإنسان تفاوت الأفهام والمدارك تفاوت الأغراض تباين المواقف و المعتقدات لكل إنسان قناعاته الخاصة التي يكونها انطلاقا من شعوره بالتميز عن غيره . بحسب اختلاف القدرات العقلية و المواهب و المعارف و المهارات. فالبعض قصدهم الصلاح و معرفة الحق ، و البعض يراعي مصالحه . فما يعتقده الإنسان يؤثر في الآراء التي يطرحها و المواضيع التي يتحدث أو يبحث فيها .
3- موقف الإسلام من الاختلاف :
الاختلاف المقبول :
- النابع من تباين في الفهم بسبب إشكال لفظي أو تعدد دلالات التعابير ، أو اختلاف في فهم الأدلة . مثل حديث ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريضة) فقد حصل للصحابة التباس في فهم المراد حيث فهم البعض ضرورة الإسراع في الوصول إلى بني قريضة و أداء الصلاة في وقتها ، و فهم البعض أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد تخصيص مكان صلاة العصر و لو خرج وقتها . و مع ذلك لم يعنف النبي صلى الله عليه و سلم على أحد ، فكان هذا الخلاف رحمة .
الاختلاف المذموم :
- النابع من هوى أو جحود للحق ، و المؤدي في نهايته إلى النزاع. و قد توعد الله تعالى أصحابه بالفصل بينهم يوم القيامة لما في خلافهم من ضلال و تزييف ، فهذا ليس خلاف رحمة بل نقمة. قال سبحانه( و ءاتيناهم بينات من الامر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) .
4- من آداب الاختلاف في الإسلام و ما يترتب على مراعاتها :
التسامح:
- خصلة من خصال الإيمان (رحم الله رجلا سمحا إذا باع و إذا اشترى و إذا اقتضى). و يترتب عليها الانتقال من التعصب إلى التراضي ، و من التنازع إلى التوافق. دون تنازل المتسامح عن عقيدته .
قبول الآخر:
- و هو اعتراف كل من المختلفين بالآخر دون إلغاء الذات و التخلي عن القناعات . و يترتب عليه : اجتناب التعالي و الاستهزاء بالمخالف، و تقوية الفهم و روح التضامن.
الحياء:
شعبة من شعب الإيمان (إذا لم تستح فاصنع ما شئت ). يترتب عليها: الوقاية من الاغترار بالرأي ، و تدفع عن الشخص الوقاحة و الشعور بالعظمة.
الإنصاف:
هو القدرة على الاعتراف بالخطأ ، و الشجاعة على تصويب الغير(الإنصاف من نفسك ) . و يترتب عليه : الجهر بالحق و إقامة العدل . و يصير الاختلاف عامل.
5- كيف ندبّر الاختلاف ؟
أ/ ضبط النفس:بالتأدب و الرفق في الخطاب ، و مقابلة العنف بالحلم و الجهل بالعلم قال تعالى(و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس)
ب/ العلم بموضوع الاختلاف:و هو شرط أساسي في النقاش ، و على المسلم تجنب الجدال في موضوع يجهله إلا أن يستفسر .
ج/ التفاوض : يتم فيه تداول الكلام بين المختلفين لاكتشاف نقط التلاقي و محاولة إيجاد حلول لتسوية الاختلاف.
د/ التحكيم :و يتم عن طريق اختيار حكم معروف بالعلم و الحكمة قال تعالى ( و إن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها)
وأخيراً وبعد أن اطّلعنا على مفهوم الخلاف والاختلاف والفرق بينهما نخلص للسؤال الجوهري :
كيف تنظر للآخر الذي يخالفك الرأي ؟؟ إذا اختلفت معك في الرأي فمن أنا بالنسبة لك ؟؟
| |
|