وفقا لما نشرته " المجلة العسكرية المستقلة" الروسية مؤخراً،فإن الجيش المصري هو اقوى قوات مسلحة في العالم العربي في السنوات الاخيرة، وقد أعد بعناية لمواجهة الجيش الاسرائيلي على الاقل في مجال التدريب العسكري والوضعية القتالية. وعلى الرغم من أن المستوى العام للاسلحة الجيش المصري والمعدات متخلفة نسبياً،الا ان هناك عدد من الاسلحة الثقيلة تفوق الجيش الاسرائيلي،ونوعيتها لا تقل عن نوعية الاسلحة التي يملكها الجيش الاسرائيلي، بالاضافة الى ذلك فان عدد افراد الجيش المصري في ايام السلم يفوق 5 اضعاف الجيش الاسرائيلي،كما لا يمكن تجاهل القوة القتالية.

وقد قامت القوات المسلحة المصرية في خريف 2008 بتدريبات عسكرية واسعة النطاق امام عدو وهمي من المعارضين الاسرائيليين التقليديين في شبه جزيرة سيناء ،الأمر الذي قد يؤدي الى تجدد توتر العلاقة بين البلدين.وبعد 5 أشهر،وبالتحديد في فبراير 2009 ،قامت مصر بمناورات عسكرية أخرى في سيناء،حيث قامت باختبار مستوى الاستعدادات القتالية،لكن هذه المرة لم تقم بذكر اسم العدو الوهمي إلا أن ومن خلال العملية بكاملها ،الرمز،مجموعة فرضيات الهجوم يتبين انه احتمال اندلاع صراع مسلح بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي قائم.

تشكل القوات المسلحة المصرية القوة الأهم وحاليا هي الاقوى في العالم العربي ،ويبلغ العدد الإجمالي لجيش النظامي حوالي 500 ألف شخصا، وما يقرب من 350 ألف من وكالات الامن الحدود والقوات شبه العسكرية الاخرى،وجنود الحرس الوطني الحاملين للسلاح،لذا فان ترتيب القوات المسلحة المصرية في المراكز العشر الاولى بين القوات المسلحة في العالم ليس غريباً.ويستند الجيش المصري على القوات المسلحة، بما في ذلك المشاة والدبابات والمدفعية المحمولة جوا وقوات الدفاع الكيميائي وقوات الدعم اللوجستي،و تنقسم جميع القوات المقاتلة في بداية المعركة الى اربع فرق عسكرية في اطارالمعالم والمناطق الجغرافية،وهي قيادة الدفاع الجوي المصري، القوات الجوية المصرية، القوات البحرية المصرية، والقوات البرية المصرية.تصنع بعض معدات الجيش المصري الثقيلة مع الدبابات والمركبات القتالية المدرعة والقذائف القتالية المجهزة بـ، " قمر – م2"و نظم الصواريخ العملياتية والتكتيكية، والصواريخ الباليستية معظمها في روسيا ،لكن الواقع ان تلك المعدات تفتقد لحداثة وترقية جديدة.

لكن تجدر الاشارة الى ان المزود الرئيسي لمعظم الاسلحة والمعدات العسكرية للمصر هي أمريكا، بالاضافة الى ذلك فان المساعدات العسكرية التي تحاول واشنطن تقديمها إلا مصر لا تتم إلا بموافقة إسرائيلي، فعلى سبيل المثال، فإذا قدمت أمريكا ملياري دولار مساعدات عسكرية إلى مصر،فان هذه الأخيرة لا تستطيع أن تشتري سوى أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية أمريكية ،أما بالنسبة لامدادات مصر من طائرات ،ومروحيات ومعدات الطيران، فان العرض يكون مباشر من طرف أمريكا ،أما بالنسبة لدبابات والمعدات العسكرية الأخرى، تقوم أمريكا بتوفيرها لمصر وفقا لترخيص التكنولوجيا المحلية .وفي الوقت الحاضر ،فان عدد الأسلحة الثقيلة التي يملكها الجيش المصري أفضل بكثير من تلك التي يملكها الجيش الإسرائيلي،والآن فان نوعية ترسانة الأسلحة الثقيلة للجيش المصري لا تتخلف كثيرا عما يملكه الجيش الإسرائيلي.

تعتبر القوات البحريه المصرية الأكبر فى العالم العربي وافريقيا، في الحين ان قوتها القتالية الشاملة لا تستدعي إلى التفاؤل. وتعتمد القوات البحريه المصرية على ستة قطع بحرية، التي بلغتها الشيخوخة لكنها مجهزة بأسلحة حديثة ،كنظام الاسلحة الامريكية بمستوى " نوكسو "و" بيري"فئة فرقاطة،بالاضافة الى صواريخ وغواصات صينية المنشأ،وعدد كبير من الأسلحة الغير متقدمة،وأهم هذه الاسلحة مصنوع في الستينات ،وقبل سنتين وفر هولندا غواصتين من وقود الديزل الحديث لكن هذا لم يساعد على تغيير الوضع ذات الصلة، وتقريبا كل كاسحات الغام وسفن الانزال الصغيرة قد وفرها الاتحاد السوفييتي سابقا، وهناك ثلاث سفن لانزال كبيرة وفرتها لبولندا في عام 1974.


يبلغ عدد الجيش المصري خلال الفترة السلمية خمس أضعاف الجيش الإسرائيلي. ووفقا للقوانين التي صدرت في عام 1980، فان القوات المسلحة المصرية تطبق الخدمة العسكرية الإلزامية، والجنود ذوي العقود الطوعية قائمة على العمالة. تحدد مصر سلم سن التجنيد من 18ـ 30 عاماً ، والجنس ذكر ،وصحة جبدة.في حين حدد الحد الأعلى لسن التجنيد في زمن الحرب 50 عاماً.وفي مصر،يمكن الشبان المتعلمين بسهولة تجنب الخدمة العسكرة آوالخدمة لفترة اقل، وحسب القانون المصري،فان حتى الشباب ذوي المستوى التعليم الثانوي يمكنهم تجنب الخدمة العسكرية ،أو تقصيرمدتها.أما بالنسبة لفئة الطلاب آوالمتعلمين تعليما عاليا يمكن اعفائهم تماما من الخدمة العسكرية.كما انه ولحد الان لم يتم تجنيد النساء في الخدمة العسكرية المصرية عموماً، بالرغم من صلاحية وزير الدفاع قيام معسكرات لتجنيد المتطوعات من القوات غير القتالية.

تحدد فترة عمل ضباط الجيش المصري ب 20 عاما خدمة،من ثم هناك ثلاث سنوات خدمة احتياطية.يعتبرمعظم المجندون زضباط الصف من المزارعين ذوي المستوى الثقافي المنخفض، وعليه فيتم تدريبهم على مهارات عسكرية عامة في مراكز محصصة ذات صلة،أما بالنسبة لذوي المستوى التعليمي العالي من الجنود يقومون بتدريبات مباشرة، حيث يمكن تشجيع الضباط المميزون ومنحهم رتبة ملازم أول. تعتبر المؤسسة العامة لتدريب الضباط الاكاديمية العسكرية والجامعات المحلية، وبالنسبة للضباط الكبار يتم تدريبهم بصورة رئيسية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا.

لقد كان وما زال الجيش المصري مصدر المواهب التنفيذية الكبرى للهيئات الحكومية، فرئيس الحالي حسني مبارك كان طيارا عسكريا،ومعظم الحكام والوزراء وقادة ومكاتب التمثيلية الأجنبية هي أيضا من أصل عسكري،كما ان معظم افراد الجيش هم من المناطق الريفية والمدن ذات عدد سكان قليل ، حيث أن هذا الطريق الوحيد لكسب الحياة الغنية.بالاعتبار ان مصر وجميع الدول العربية تتبع باستمرار نفس الاسلوب فيما يخص تنفيذ نظام الاجور المرتفعة واعطاء الاولوية لدعم شامل للقوات المسلحة. ومن جهة اخرى فان الاقتصاد المصري ليس قوياً مما يجد صعوبة للحفاظ على مئات الآلاف من الجنود، وعادة ما تكون هناك فجوة بين الاغنباء والفقراء داخل الجيش ،كما انم معظم ضباط الجيش المصري من أصول ريفية.ففي عام 1986 قام 20 ألف جندي أعمال شغب بسبب اجورهم المتدنية،لكن الحكومة المصرية استطاعت ان تمنع تلك الاعمال. تقرير: مصر


لمصر استثمارات ضخمة في الأسلحة والمعدات لعسكرية،بالاضافة الى منشآت لتطوير صناعتها العسكرية.كما تعتبر الصناعة العسكرية في مصر اكبر قوى في الشرق الأوسط،ويغطي الإنتاج جميع الاتجاهات،منها أسلحة المشاة الخفيفة،والذخائر ،دبابات والصواريخ الجوية.وبالنسبة لصناعة الأسلحة المرخصة فان المصر لا تتعاون فقط مع أمريكا، ولكن أيضا مع بريطانيا وفنلندا لإنتاج دافع الدبابات ومدافع الهاوتزر،بالاضافة الى تطوير وإنتاج قذائف الهاون المضادة للطائرات ومعدات الاتصالات وأنظمة مكافحة الحريق وإنتاج المعدات العسكرية والبصريات،حيث استطاعت تكوين خبرة غنية.ولدى مصر 16 مصنع لصناعات العسكرية و المدنية المملوكة لدولة،ولها حق الاحتكار في انتاج الذخائروتجميعها في مصر.وحالياً ، هناك عمل مشترك مصري برازيلي لتدريب على مقاتلات جديدة. ومن جهة اخرى ، فان الحكومة المصرية مستمرة في التعاون مع اسبانيا وألمانيا منذ 50 عاما من القرن الماضي ،وقد تم تطوير أول طائرة مقاتلة نفاثة في اسبانيا.ويعتقد المصريون أن سبب تأخر وتيرة إنتاج المعدات العسكرية في مصريرجع إلى توفر عدد كبير من الأسلحة الروسية. وحاليا ،فان مصر تعتمد على امريكا لشراء الاسلحة والمعدات اللازمة ، في حين ،يبحث البلدان على فرص أخرى لانتاج المشترك،فمثلا، تحاول الحكومة الحالية باستمرار ضم البرنامج الهندي لتنمية طائرة مقاتلة نفاثة اسرع من الصوت.

إن المعدات العسكرية التي تحصلت عليها مصر في حقبة الاتحاد السوفيتي سابقا لا تزال صالحة للخدمة في الجيش المصري مثل نظام الدفاع الجوي الصاروخي ( س ـ 125) ، صواريخ الدفاع الجوي ومجموعة من المعدات الاخرى،ووفقا لمصر وشركة الجيش الروسي للاستراد والتصدير.ووفقا للعقد الموقع بين مصر وشركة التصدير الدفاعي الروسي وشركة " الماس ، اتينا" وشركة اوكرانيا للخدمات الدفاعية، يجب أن يقوم مختصون من اوكرانيا بمسؤولية صيانة معدات سوفيتية الصنع.وفي السنوات الاخيرة، بدأت مصر بنشاط شراء الاسلحة الحديثة من روسية ،وفي عام 2009 ، زودت موسكو القاهرة بـ 10 طائرات هليكوبتر عسكرية (17V5 )،ومن المخطط تزويد مصر هذا العام بـ 10 طائرات اخرى، في حين فان الجيش المصري يملك حاليا 100 طائرة مرحوية على الاقل. وبالاضافة الى ذلك، يظهر مصر اهتماما كبيرا بنظام الدفاع الجوي الحديث الروسي، بينها S-300 و S-400 .



في أواخر التسعينات من القرن الماضي، دعت مصر لخبراء كوريين شماليين لتحسين صاروخ " سكود" التكتيكية والقتالية، لزيادة مداها 500 كيلومتر، ومن جهة اخرى فقد عملت كوريا الشمالية عينات من صواريخ متقدمة ضمن مجموعة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى 2000 كيلومتر. لكن مصر ليس لها طموحات تنمية الاسلحة النووية ،فمنذ أواحر الستينات من القرن الماضي ، لم يتقدم البرنامج النووي على نحو سلس ،وفي عام 1973 تم التخلي عليه.كما ان مصر لا تزال متخلفة نسبيا في المعدات العسكرية ،مثلا لم تتجهز بالطائرة بدون طيار.