عبد الله عضو نشيط

الجنس : 
عدد المساهمات : 112
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
الموقع : https://m1970live.yoo7.com
 | موضوع: الزواج في الإسلام : حكمه – أهميته ، ودعوته إليه الجمعة أغسطس 06, 2010 5:04 pm | |
| الزواج في الإسلام : حكمه – أهميته ، ودعوته إليه - لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أيها الإخوة المؤمنون ، مع الدرس الأول من سلسلة دروسٍ تعالج موضوع الزواج ، ذلك أن مشكلةً كبيرةً يعاني منها المسلمون ، ألا وهي انصراف الشباب عن الزواج لأسبابٍ كثيرة . من هذه الأسباب أسباب مادية ، وهناك أسبابٌ أخرى ، وما من بيتٍ من بيوتات المسلمين إلا وفيه فتياتٌ طاهراتٌ مؤمناتٌ عفيفات ينتظرن ما كتب الله لهن من زواج ، فهناك مشكلة لا يخلو بيت من بيوت المسلمين منها ، صعوبات وعقبات ، تفلُّت أحياناً ، وإرجاء تأخير في سن الزواج أحياناً أخرى ، هذه كلها تقلق الآباء والأمهات ، نريد أن نرى هدي القرآن الكريم ، وهدي السنة المطهرة في هذا الموضوع . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وصيةٌ قالتها امرأةٌ ، تقول في هذه الوصية : " يا بنيتي ، لو أن الوصية تركت لفضل أدبٍ تركت لذلك منك ، ولكنها تذكرةٌ للغافل ومعونةٌ للعاقل ، ولو أن المرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها ، أو لشدة حاجتهما إليها ، لكنت أغنى الناس عنها ، ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خُلق الرجال " . هذه سنه الله في خلقه ، المرأة خلقت للرجل ، والرجل خلق للمرأة ، وكما قال الله عزَّ وجل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الشورى ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة فصلت : آية " 37 " ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الروم : آية " 21 " ) ما من شابٍ من دون استثناء إلا ويتطلع إلى زوجةٍ مؤمنةٍ ، تسره إن نظر إليها وتحفظه إن غاب عنها ، وتطيعه إن أمرها . وما من فتاةٍ طاهرةٍ عفيفةٍ مؤمنةٍ إلا وترجو الله سبحانه وتعالى أن يجعل زوجها زوجاً مؤمناً ، رجلاً كريماً عفيفاً ، هذه حاجةٌ أساسية عند الرجال وعند النساء ، فلماذا نجد الطرق المؤدية إلى الزواج مغلقة أو ضيقة ؟ أيها الإخوة الكرام ، الإنسان خلقه الله عزَّ وجل ، وزوَّده بتعليمات ، هذه التعليمات هي الشرع الحكيم . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قبل كل شيء نريد أن نرى حكم الشرع في الزواج ، وحكم الشرع في التبتُّل ( الانقطاع عن الزواج ) ، ولعل هذين الموضوعين تعرفون أكثر تفاصيلهما من دروسٍ وخطبٍ سابقة ، ولكن لا بدَّ من هذين الموضوعين كتمهيدٍ لموضوعٍ دقيقٍ جداً ربما نضع فيه اليد على موطن الجُرح . ما العقبات التي تقف أمام زواج الشباب بالفتيات ؟ وهل هذه العقبات يمكن أن تذلل أو لا يمكن ؟ وكيف تذلل ؟ فلا يخلو رواد المساجد من أن يكون أحدهم شاباً يتطلع إلى زوجةٍ مؤمنة ، أو أن يكون أباً يتمنى على الله عزَّ وجل ، أن يهبه زوجاً لابنته مؤمناً ، يحفظها ويرعاها ، ويكرمها ويحفظ لها دينها . لذلك الزواج من سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وأريد أن يكون هذا واضحاً أمامكم جميعاً ، فأنا أعجب أشد العجب من شابٍ في سن الزواج ، وبإمكانه أن يتزوج ، وعنده البيت ، ويتأخَّر ، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة النساء : آية " 3 " ) حينما بوَّب صحيحه الإمام البخاري جعل هذه الآية في صدر باب النكاح ، أو باب الترغيب في النكاح ، وقال ابن حجر العسقلاني الذي شرح صحيح الإمام البخاري : " إنها صيغة الأمر " ، وأقل درجات الأمر ، يقتضي الندب ، أقل درجات الأمر الندب ، فثبت الترغيب في الزواج : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كلكم يعلم أن الأمر الشرعي يقتضي الوجوب ، والأمر يقتضي الإباحة ، والأمر يقتضي الندب ، وهناك أمرٌ ينصرف إلى التهديد . فأما أمر التهديد فنحو قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الكهف : آية " 29 " ) وأمر الإباحة : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة البقرة : آية " 187 " ) وأمر الندب : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة النساء : آية " 3 " ) وأمر الوجوب : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة البقرة ) ويقول عليه الصلاة والسلام كما يروي عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال لنا النبي صلى الله عليه وسلَّم : (( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )) . ( صحيح البخاري : رقم " 4677 " ) أي أن من بلغ سن الزواج فعليه أن يتزوج ، هذا توجيه النبي عليه الصلاة والسلام ، وإني أرجو الله سبحانه وتعالى أن يفكر كل أبٍ تفكيراً جدياً بتزويج أولاده وبناته ، وأن يفكر كل شابٍ تفكيراً جاداً في البحث عن زوجةٍ ، وعن مستلزمات هذا الزواج . لبعض العلماء رأيٌ دقيق ، هو أن الزواج واجب ، والواجب يقترب من الفرض ذلك أن التحرُّز من الزنا فرض ، وما لا يتوصل إلى الفرض إلا بشيءٍ فهو فرض ، أي أن هذا الشيء الثاني يرتقي إلى مرتبة الفرض ، وهذا رأي بعض العلماء ، وعلى كلٍ ، الرأي الفقهي المعتمد الذي عليه أكثر الفقهاء أن من تاقت نفسه إلى الزواج ، وخشي على نفسه العنت ، فالزواج في حقه فرض عين ، وهذا الزواج مقدمٌ على فريضة الحج . والإسلام في الآيات الكريمة أيضاً ، رغب في الزواج ، قال تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الرعد : " 38 " ) يقول الإمام القرطبي في هذه الآية : " هذه الآية تدل على الترغيب في النكاح والحضِّ عليه ، وتنهى عن التبتُّل ، وهو ترك النكاح ، وهذه سنة المرسلين ". ليس هذا فيه خلاف إطلاقاً ، لكن الحديث عن العقبات التي سوف نأتي عليها إن شاء الله تعالى . وقد روى الإمام الترمذي ، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال : (( أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ : الْحَيَاءُ ، وَالتَّعَطُّرُ ، وَالسِّوَاكُ ، وَالنِّكَاحُ )) . ( سنن الترمذي : رقم " 1000 " ) وروى الإمام ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال عليه الصلاة والسلام : (( النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي ، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ، وَتَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ ، وَمَنْ كَانَ ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَيْهِ بِالصِّيَامِ ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ )) . ( سنن ابن ماجة : رقم " 1836 " ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أيها الإخوة ، مهما بلغ الإنسان من العلم فلا يستطيع أن يرقى إلى التشريع الإلهي ، هذا التشريع هو الكمال في حقِّ الإنسان ، إذًا على الإنسان أن يتطلع إلى هذه السنة التي سنها النبي عليه الصلاة والسلام . أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال : (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )) . ( صحيح مسلم : رقم " 2668 " ) أي أن أثمن شيءٍ في الدنيا امرأةٌ صالحة ، كما قال النبي : (( تسرك إن نظرت إليها ، وتحفظك إن غبت عنها ، وتطيعك إن أمرتها )) . ( أبو داود عن ابن عباس ) وأخرج الإمام الطبراني عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أن النبي e قال : (( أربعٌ من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة : قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وبدناً على البلاء صابراً ، وزوجةً لا تبغيه حوباً في نفسها وماله )) . لا تظلمه ، لا تخونهلا في نفسها ، ولا في ماله ، أي أنها حافظةٌ للغيب ، حافظةٌ لمال زوجها . وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يهتمَّ الآباء اهتماماً شديداً بتربية بناتهم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلَّم ، في أحاديث كثيرة يقول : (( من جاءته بنتان فأحسن تربيتهما ، حتى يزوجهما أو يموت عنهما ، فأنا كفيله في الجنة )) . ( ورد في الأثر ) البنت التي تأتيك لعلها سببٌ لك لدخول الجنة ، لكن الشرط أن تحسن تربيتهما ، وأن تختار لها الزوج الصالح . وروى الإمام الترمذي عن ثوبان رضي الله عنه قال : لَمَّا نَزَلَتْ : ] وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ فَقَالَ : (( أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ )) . ( سنن الترمذي : رقم " 3019 " ) أي أنّ هذا هو أفضلُ كنزٍ تتخذونه ، وهو أفضلُ من الذهب والفضة . الحقيقة أن هناك زوجة تعين زوجها على دينه ، توقظه في صلاة الفجر ، وقد كانت الصحابية الجليلة تقول لزوجها قبل أن يغادر البيت : << يا فلان ، نحن بك أي نحن نسعد بسعادتك ، ونشقى بشقائك ، إنما نحن بك نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام ، فاتق الله فينا >> ، أيْ إياك أن تكسب مالاً حراماً ، لو عدت إلى البيت بيدين خاليتين نقبل ذلك ، أما إذا عدت بمالٍ حرام فهذا يوردنا المهالك . ومما يدل على فضل النكاح أيضاً ، ما روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال : (( من رزقه الله امرأةً صالحةً فقد أعانه على شطر دينه )) . ( الجامع الصغير عن أنس بسند ضعيف ) أحياناً تكون الزوجة عبئاً على زوجهامن حيث دينه ، فخروجها لا يرضي الله ، له منها أولاد ، إن فارقها ضيَّع الأولاد ، وإن بقيت معه أتعبته ، وأحرجته وأربكته ، وهو دائماً قلقٌ في علاقته مع الله عزَّ وجل ، ماذا يفعل ؟ أيطلقها أم أيبقيها ؟ ينصحها فلا تنتصح ، يأمرها فلا تأتمر ، يرشدها فلا ترشد ، ماذا يفعل ؟ هذه امرأةٌ لا تعين زوجها على دينه ، لكن المرأة التي تعين زوجها على دينه هذه امرأةٌ قديسة ، ولها عند الله عزَّ وجل مقامٌ كبير . وفي روايةٍ للبيهقي ، قال عليه الصلاة والسلام : (( إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين ، فليتق الله في النصف الباقي )) . ( الجامع الصغير عن أنس بسند صحيح) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحقيقة أننا لو درسنا دراسة علمية حالات تفلُّت الإنسان من الدين ، ولا أظن أنني أبالغ إنْ قلت : إن معظم هذه الحالات بسبب النساء ، لذلك وردت أحاديثٍ كثيرة تحذِّر المؤمنين من فتنة النساء ، وقضية النساء قضية لها جانب دقيق جداً ، فهي قضية تتطوَّر ، فالإنسان إن لم يقف عند الحدود في البدايات ، لا يستطيع أن يقف في النهايات ، هذا يؤكِّده قول الله عزَّ وجل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الإسراء : آية " 32 ) الزنا له مقدّمات ، فالذي يتورَّط في المقدمات في الأعم الأغلب يصل إلى النتائج المخزية ، لكن المؤمن يطيع الله عزَّ وجل ، ويبقى بعيداً عن هذه المقدمات . لذلك هناك معاص لها قوة جذب ، لذلك أمرك الله جلَّ جلاله ألاّ تقترب منها . كنت ضربت على هذا مثلاً دقيقاً : أن خطاً للتوتر العالي شدّته ستة آلاف فولط ، هذا الخط إذا أراد وزير الكهرباء أن يحذِّر الناس منه يضع لوحة بعيدة عنه تقول : " لا تقترب " ، لا تقول : لا تمسَّ التيار ، لو اقترب من التيار أقلّ من ستة أمتار يصبح قطعةً من الفحم التيار ، لأن ستة آلاف فولط تجذب ، مثل هذا التيار الشديد يحذر منه بالعبارة التالية : " لا تقترب من التيار " ، أما إذا قلنا : لا تمس هذا التيار فإنه قبل أن يمسه يحرقه ، فكل معصيةٍ لها قوة جذبٍ ، لذلك جاء التحذير منها بهذه العبارة : ] لاَ تَقْرَبُوا [ . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الإسراء ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة البقرة : آية " 187 " ) أي لا بد لك من أن تدع بينك وبين حدود الله هامش أمان ، فالخلوة تَخرِقُ هذا الهامش ، وصحبة الأراذل تَخرِقُ هذا الهامش ، وقراءة الأدب الهابط تَخرِقُ هذا الهامش ، والنظر إلى شيءٍ هابط تَخرِقُ هذا الهامش ، فخرق الهامش أصبحت به معرضاً للوقوع في المعصية . إن هذا تماماً كنهرٍ عميقٍ مخيف له شاطئٌ مائل ، عليه حشائش زلقة ، ثم هناك أرض مستوية جافة ، فالمشي على الأرض المستوية الجافة فيه كل الأمان ، أما المشي على الأرض المائلة الزلقة التي تنتهي بالنهر ، هذا المكان خطر ، لذلك : (( من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه )) ، هذا معنى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الإسراء : آية " 32 ) وهذا معنى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة البقرة : آية " 187 " ) وهذا معنى أن كل معصيةٍ لها قوة جذب ، جاء النهي عنها بعبارة : أن لا نقترب منها . يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ((... مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ اثْنَيْنِ وَلَجَ الْجَنَّةَ : مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ ، مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ ، مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ )) . ( موطأ مالك : رقم " 1566 " ) فاللسان بين اللحيين . عقد الإمام الغزالي في الإحياء فصولاً مطولةً حول آفات اللسان ، ففي الحديث الطويل عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : (( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ )) . ( سنن الترمذي : رقم " 2541 " ) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ )) . ( صحيح البخاري : رقم " 5997 " ) الغيبة والنميمة والسخرية ، والبذاءة والسب واللعن ، وما إلى ذلك هذه كلها من آفات اللسان ، فاللسان مهلك ، وما بين الرجلين مهلك . فيقول عليه الصلاة والسلام : ((... مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ اثْنَيْنِ وَلَجَ الْجَنَّةَ : مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ ، مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ ، مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ )) . ( موطأ مالك : رقم " 1566 " ) والترغيب الأخير ، ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه ، أنه قال : (( وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ ، وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ ـ كأنهم عجبوا من هذا ـ قَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا )) . ( صحيح مسلم : رقم " 1674 " ) هذا حكم الشرع في موضوع الزواج ، فالزواج جزءٌ من الدين ، النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( تناكحوا تناسلوا ، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة )) . ( ورد في الأثر ) لكن أيها الإخوة ، إياكم أن تظنوا أن النبي عليه الصلاة والسلام يباهي بقية الأمم بالكمِّ مِن أمته ، إطلاقاً ، لا يتباهى إلا بالنوع ، فأمةٌ شاردةٌ ضائعةٌ ، أولادها في الأزقة ، ليسوا متعلمين ، وليسوا مهذبين ، بعيدون عن الدين ، هؤلاء الأولاد لا يُتباهى بهم يوم القيامة ، الأمة التي يتباهى بها النبي يوم القيامة هي أمة الاستجابة التي آمنت ، وأقبلت ، وارتقت . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شيءٌ آخر ، من لوازم هذا البحث أن الإسلام نهى عن الإعراض عن النكاح ، حتى لو كان بغرض الاشتغال بنوافل العبادات ، فأنت كونك مؤمنًا ينبغي لك أن تعبد الله لا على مِزاجك ، ولا على رؤيتك القاصرة ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يُعبَد إلا وفق ما أمر ، فأي اجتهادٍ في عبادته مخالفٍ لنص القرآن الكريم وللسنة المطهرة هو اجتهادٌ مرفوض ، فينبغي لك أن تعبد الله وفق ما أمر ، وقد أمرك بالزواج ، أما أن تتوهم أن عبادة الله من دون زواج تكون أقرب ، أو أكثر قبولاً ، فلا ، والنبي عليه الصلاة والسلام قمة البشر في تقواه قال : (( أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ـ ومع ذلك ـ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي )) . [متفق عليه] فالاقتران بامرأة لا يعني أنك أقل مرتبة عند الله مِن الذي لم يقترن ، بالعكس فالزواج يستكمل به الدين فليتق الله في النصف الآخر ، قال الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة المائدة ) يقول الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية : << قال علي بن أبي طلحة : عن ابن عباس رضي الله عنهما نزلت هذه الآية ، في رهطٍ من أصحاب النبي e ، قالوا : نقطع مذاكرنا ، ونترك شهوات الدنيا ، ونسيح في الأرض ، كما يفعل الرهبان ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلَّم ، فأرسل إليهم ، فذكر لهم ذلك ، قالوا : نعم ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأنام ، وأنكح النساء ، فمن أخذ بسنتي فهو مني ، ومن لم يأخذ بسنتي فليس مني )) . هذه الآية نزلت بهذه المناسبة : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ينبغي أن تعبد الله وفق المنهج الذي أراده لك ، وفي حديثٍ آخر رواه الإمام البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : (( جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ـأي رأوا أن عبادتهم قليلة أمام عبادة النبي e ـ فَقَالُوا : وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَالَ أَحَدُهُم : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلا أُفْطِرُ ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي )) . ( صحيح البخاري) وأرقد : رقد ، وركض ، وركد .. ركد أي سكن ، ماءٌ راكد ، رقد نام ، ركض عدا . وروى الإمام البخاري عن سعد بن أبي وقاصٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلَّم رد على عثمان بن مظعون التبتل ، أي رفض منه التبتل ، كلكم يعلم أن أمر النبي سنة ، وأن نهيه سنة ، وأن سكوته إقرار وهو سنة ، وأن صفته سنة أقواله وأفعاله وإقراره وصفاته ، كلها من السنن . فما دام هذا الصحابي الجليل أراد التبتل ، وابتعد عن امرأته ، وقالت عنه بذكاءٍ بالغ : إنه صوّامٌ قَوّام ، أي شكت زوجها للنبي e ، بهذه العبارة ، إنه صوّامٌ قوَّام ، فالنبي عليه الصلاة والسلام استدعى عثمان بن مظعون وقال : يا عثمان ، أليست لك بي أسوة ؟ أي أن هذا الذي تفعله لا يرضي الله عزَّ وجل ، تروي كتب السيرة أنه بعد حينٍ دخلت امرأة عثمان بن مظعون على السيدة عائشة ، وقد رأتها نضرةً عطرة ، فقالت : << كيف حالك ؟ قالت : أصابنا ما أصاب الناس >> . أي أن عثمان بن مظعون التفت إليها بعد أن تركها ، إذن حينما ردَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم على عثمان ابن مظعون التبتُّل ، هذا الرد كأن النبي عليه الصلاة والسلام نهى به عن التبتل . وروى الإمام أحمد عن أنسٍ رضي الله عنه قال : (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالْبَاءَةِ ، وَيَنْهَى عَنِ التَّبَتُّلِ نَهْيًا شَدِيدًا ، وَيَقُولُ : تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) . ( مسند أحمد : رقم " 13080 " ) نهى e نهياً شديداً ، وقال : (( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) . يقول أحد العلماء تعقيباً على هذا الحديث : " هذا حثٌ على النكاح شديد ، ووعيدٌ على تركه يقرِّبه إلى الوجوب ( النكاح ) والتخلِّي عنه ، يقربه إلى التحريم " . وذكر سعيد بن هشام بن عامر أنه سأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن التبتل فقالت : << لا تفعل ، أما سمعت قول الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الرعد : آية " 38 " ) فلا تتبتل >> . وروى الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة عن شداد بن أوس رضي الله عنه ، وكان قد ذهب بصره ، قال : <<زوِّجوني ، فإن رسول الله e أوصاني ألا ألقى الله أعزبَ >> . صار الزواج نوعًا من الطاعة لله عزَّ وجل . وعن سيدنا معاذ رضي الله عنه في مرضه الذي مات فيه قال : << زوجوني ، إني أكره أن ألقى الله أعزبَ >> . وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أنه قال : << لو لم أعش ، أو لم أكن في الدنيا إلا عشراً لأحببت أن يكون عندي فيهن امرأة >> ، ولو لعشرة أيام . وسيدنا عمر له قول مؤثر جداً ، يبدو أنه قد رأى رجل عزف عن الزواج ، ويبدو أنه في مكنته أن يتزوج ، فقال رضي الله عنه : << ما يمنعك من النكاح إلا عجزٌ أو فجور >> . أي أن الذي ينصرف عن النكاح إما يفسَّر هذا بعجزه أو مرضه ، أو يفسر بفجوره . آخر قول للإمام أحمد بن حنبل ، يقول : " من دعاك إلى غير التزويج ، فقد دعاك إلى غير الإسلام " . وبالطبع أنا لم أضف إلى معلوماتكم شيئاً جديداً ، كلكم يعلم علم اليقين أن الإسلام دعا إلى الزواج ، وأن الزواج من سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وأن الإنسان بالزواج يستكمل دينه ، إلا أن الموضوع الذي أردت أن أخوضه في هذه الدروس ليس تقرير هذه الآيات والأحاديث ، فهذه تعرفونها جميعاً ، وما زدت على ثقافتكم شيئاً بتلاوتها على أسماعكم ، إلا أنني أريد ، أو نريد في هذه الدروس أن نضع اليد على الجروح والعقبات ، ما الذي يحول بين الشباب وبين الزواج ؟ هناك أسباب مادية ، وهناك أسباب اجتماعية ، وهناك فقر حقيقي ، وهناك فقر مصطنع. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الفقر المصطنع ، هذا الذي سوف نحاربه ، فمثلاً غلاء المهور ، أو بيت له صفات معينة ليس في قدرة معظم الناس ، أو عمل له صفات معينة ، فالناس حينما اتجهوا إلى المباهات في الزواج صارت الطلبات خيالية ، أو طلبات كما تسمى تعجيزية ، فالآن والحقيقة قبل سنوات كثيرة الزواج طريق إجباري إلى قضاء هذه الحاجة ، أما الآن مع ضعف الإيمان هناك آلاف السبل لقضاء هذه الحاجة من دون زواج ، وهذا ما تدعوا له المؤسسات غير الإسلامية في العالم ، وقد عُقِد مؤتمر السكان في أكبر بلد إسلامي ليحضَّ دول العالم الثالث على تشريعات تبيح العلاقات الجنسية خارج الزواج ، فهذا ما أراده مؤتمر السكان في القاهرة . فحينما نعقِّد الأمور على المتزوجين ، حينما نضع العقبات أمام الشباب المسلم ، هذا الكلام موجَّه للشباب ، ولآباء الشباب ، ولآباء الفتيات ، وللفتيات ، حينئذ يلجأ الناس إلى الحرام . عندنا حلاَّن ، إما أن يغلق باب الزواج إغلاقًا حُكميًّا ، طبعاً المغالاة في المهور والطلبات التعجيزية ، هذه تحول بين الشباب والزواج ، والشباب مع ضعف إيمانهم ، ومع يقظة الفتن في أي مكان ، في الطريق ، وفي البيت ، وفي أجهزة اللَّهو ، مع يقظة هذه الفتن ، وضعف الوازع الديني ، فالانزلاق إلى الزنا محتمل ، بل إن احتماله كبير جداً ، فإما أن نسهِّل سبل الزواج ، أو أن يكون السفاح محل النكاح . وإذا فسد الإنسان في أخلاقه ، وإذا زلَّت قدمه في شأن الزواج ، فآثر السفاح على النكاح ، ينتهي ، فالزنا معصية كبيرة ، قال تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الفرقان ) هذه صفات عباد الرحمن ، ومن هذه الصفات : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أدق ما في هذه الآية أن الله عزَّ وجل لم ينهَ عن الزنا ، بل في هذه الآية نفى الزنا أصلاً ، أي ليس من شأن المؤمن أن يزني ، والعين تزني وزناها النظر ، والأذن تزني وزناها السمع ، واليد تزني ، والفم يزني ، والرجل تزني ، ولا يزنون مطلقاً ، فليس من شأن المؤمن أن يزني ، فالبديل هو الزواج ، لذلك لا أبالغ إذا قلت : إن من أعظم الأعمال على الإطلاق التزويج ، ولا سيما في زمن الفتنة ، في زمن النساء الكاسيات العاريات ، هذا من دلائل نبوة النبي e ، امرأةٌ كاسيةٌ عارية ، إما بالثياب الرقيقة أو بالضيقة ، كاسيةٌ عارية ، مائلةٌ مميلة ، في زمن النساء الكاسيات العاريات ، في زمن أن الجنس يحتل أكبر مساحة في حياة هذا العصر ، فلو أردت أن تشتري سلعة رخيصة مبتذلة لتلميع الحذاء وجدتَ عليها صورة امرأةٌ شبه عارية ، أليس كذلك ؟ تستخدم المرأة في كل شيء ، وهذا من هوانها على أهل الكفر ، تستخدم كسلعة ، المرأة مقدسة في الإسلام ، المرأة أم ، المرأة زوجة ، المرأة بنت ، المرأة أخت ، لكنها في مجتمعات الكفر سلعةٌ تجارية تباع وتشترى . ولا أريد أن أذكر في هذا المجلس المقدس ما يجري في شرق آسيا ، فقد أسموها تجارة الرقيق الأبيض ، فقد بلغ عدد المومسات بمئات الألوف ، ويجري هذا في وضح النهار ، وفي الفنادق ، وفي الطرقات ، وفي البيوت ، وحتى في المدن الإسلامية بدأت تتسع دائرة الدعارة ، فهذا كله حينما نعقِّد الزواج ، ونضع العراقيل ، ونضع العقبات ، ما الذي سوف يكون ؟ يحل السفاح محل النكاح ، فالأمر خطير جداً ، فلا يقل الإنسان : أنا لا شأن لي بذلك ، فابنتك ، وابنة أخيك ، وابنة أختك ، وابنة قريبك في مجتمع مترابط ، فإذا ما نهضنا إلى حل هذه المشكلة على قدر المستطاع نقع في الهاوية . سأضرب لكم بعض الأمثلة : أنا أتمنى على كل أب أن يجهد ، وأن يفكر ليلاً ونهاراً ، صبحاً ومساءً ، في شأن تزويج أولاده ، الذكور والإناث ، فإذا كان همّ الأب الأول تزويج أبنائه الذكور عن طريق تيسير البيوت ، إذا كان الأب ميسوراً ، ما الذي يمنعه أن يوفر لابنته بيتاً ؟ عندئذٍ يأتيه أفضل الشباب خلقاً وديناً ، عقبة البيت أكبر عقبة ، فكل إنسان ييسر زواج شاب مسلم بشابة مسلمة ، فيوفر بيت ، أو يقدم بيتًا ، يتعاون الناسٌ على شراء بيت ، ولا أقول : ما نوع البيت ؟ فنوع البيت انتهى ، غرفة ومرافقها فقط في دمشق ، في طرف دمشق ، خارج دمشق ، الموضوع أخطر من أن نطلب صفات البيت ، فالقضية أصبحت قضية سفاح أو نكاح لا غير ، إما أن يكون السفاح ، وإما أن يكون النكاح ، بالسفاح ينتهي المجتمع ، وبالسفاح انتهت المجتمعات الغربية ، فإذا رأيتم أن هذه المجتمعات قائمة فهي قائمة على أدمغة الأجانب ، فالجنس والمخدرات ، وتبادل الزوجات ، وزنا المحارم ، والشذوذ ، وقد بلغ الشاذّون عشرين مليون شاذ في أمريكا ، حتى في بعض البلدان أصبح الشذوذ مشروعًا ، لهم حقوق ، كالتعويضات العائلية ، وغيرها من الحقوق الكثيرة ، فإذا ذهب أحدكم إلى أوروبا يعرف كل هذا ، فنحن الآن أمام مشكلة سفاح أو نكاح ، النكاح يحتاج إلى تسهيلات ، ماذا يقول القرآن الكريم ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة القصص : آية " 27 " ) أنا أوجه كلامي لكل أب أن لا يضع شروطًا صعبة ، فالحلي والماس أَلْغِها ، وليكن الذهب ، ففي قرية من قرى غوطة دمشق أنا أكبرها إكباراً شديداً ، بلغني أن وجهاءها اجتمعوا واتفقوا على أن خاتماً بسيطاً وساعةً تكفي كمهر لأي فتاة في هذه القرية . إخواننا الكرام ، إذا رأى الإنسان المجتمع في فساد كبير : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة الأنفال : آية " 25 " ) فتصور أن أحد البيوت يحترق في آخر الحارة ، فإذا كان بينك وبين البيت المحترق عشرة بيوت ، إذا لم تخرج وتساهم في إطفاء النار ، لا بدَّ من أن تصل إلى بيتك ، وإذا ساهم المسلمون المؤمنون في حل هذه المشكلة فلا يصل التأثير إلى بيوتات المسلمين . والعبد الفقير بحكم عملي في الدعوة إلى الله عزَّ وجل تأتيني معلومات دقيقة جداً ، فقد بدأ الفساد ينتشر في بيوت المسلمين ، وبدأنا نسمع عن حالات خيانات زوجية كثيرة ، وعن حالات زنا كثيرة في بيوتات المسلمين ، فالفساد بدأ لوجود المثيرات ، والزواج شيءٌ بعيد ، أو مستحيل ، ولا يوجد بيت ، والطلبات عالية جداً ، فوجد التفلُّت ، فلضعف الإيمان ، ولوجود المثيرات ، والطرق مسدودة ، وعقبات كؤود تجد السفاح يحل محل النكاح . ما أردت من هذه المقدمة أن أثبت لكم أن الإسلام يحض على الزواج ، هذا شيء معروف عندكم ، فأنتم طلاب علم شرعي ، ولكم باعٌ طويل في العلم ، وتعرفون هذا كله ، وما أظن أني أضفت على ثقافتكم الدينية شيئاً ، إلا أنه لا بد من هذه المقدمة كي نصل إلى معالجة العوائق التي تقف أمام هذا الموضوع . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فأول شيء ممكن أن نذكره ، أن إذا كان الله عزَّ وجل على يدك أجرى زواج هذا عمل عظيم ، فأذكر أتي قرأت في الأثر : " أن من مشى بتزويج رجلٍ بامرأةٍ ، كان له بكل خطوةٍ خطاها ، وبكل كلمةٍ قالها ، عبادة سنةٍ قام ليلها وصام نهارها " . أما الكلام الذي يقال : " أمشي بجنازة ولا تمشي في زواج " ، فهذا كلام الشيطان ، فأحد أبواب التسهيل ، أنك إن كنت تعرف أسرة محافظة ومسلمة ، وعندها فتيات طاهرات عفيفات ، وتعرف كذلك شاباً يبحث عن زوجة ، فلا مانع أبداً أن تكون وسيطاً بينهما ، فتدلَّه على هؤلاء ، سيدنا شعيب ماذا قال لسيدنا موسى ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( سورة القصص : آية " 27 " ) هذا هو القرآن ، فلا يوجد مانع أبداً إذا كان للإنسان فتاة مناسبة ، يثق بدينها وورعها ، وبصلاتها ، وفِقهها ، ورأى شابًا فقال له : يا بني ، عندي فتاة تناسبك فأخبر أهلك ، وأنا لا ألزمك ، لكن لعل هذا الشا | |
|